من بين خفايا الماضي و تحت ركام خراب التاريخ و جدران المدن المنسية ..قامشلو مدينة الكرد بامتياز..مدينة التاريخ و المستقبل عروسة الجزيرة المعطاءة و عاصمة الثقافة و السياسة و الاقتصاد الكائنة جنوب مدينة نصيبين الكردية و إلى الشرق من مدينة المآسي عامودا بخط مستقيم حوالي 20 كم و إلى الشمال من مدينة الحسكة بخط مستقيم حوالي 75كم و إلى الغرب من مدينة تربه سبي حوالي 30 كم و تقع على خط العرض 3703درجة شمالاً و خط الطول 41013شرقاً و ترتفع عن سطح البحر 452م يتوسطها نهر الجقجق القادم من شمال كردستان ..يتبع مدينة قامشلو أربع نواحي : ناحية قرى مدينة قامشلو و ناحية عامودي و ناحية تربه سبي و ناحية تل حميس و تقع إلى الجنوب من خط الحدود التركية السياسية بنحو 1,5كم بخط مستقيم و يتبع ناحية مركز قامشلو 122قرية و 13 مستوطنة غمرية تم بناؤها بموجب خطة التعريب التي سميت بالحزام العربي ..!!
بلغ عدد سكان قامشلو التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى القصب الذي ينمو على ضفاف نهر الجقجق و روافده . في عام 2003حوالي 650000 ألف نسمه منهم 525000ألف من الاكراد و النسبة الباقية تتوزع بين السريان و الأشوريين و الكلدان و العرب تم عملية تحديث هذه المدينة من قبل الفرنسيين عام 1926ووضع مخططها المهندس اليوناني الشهير ( خرالمبوس) الذي جاء مع الألمان لمد سكة قطار الشرق السريع بين برلين و بغداد و أطلقت البعثة الزراعية الأمريكية في الخمسينات من القرن الماضي على مدينة قامشلو بكاليفورنيا الشرق و غدت قامشلو مع نهاية عام 1927بلدة عصرية حيث شيدت المباني الحديثة و انتقل إليها التجار من الموصل و أمد و نصيبين و تعتبر من أهم الأسواق التجارية بالنسبة لمدينة حلب .
بدأ البحث الأثري و التنقيب في هذه المدينة عام 1937-1939من قبل بعثات أمريكية و ألمانية حيث تم اكتشاف ست طبقات حضارية متعاقبة على سهول هذه المدينة التي تمتد حتى قرية ليلان الأثرية التي تم اكتشاف أقدم سوية تعود للألف الخامس ق.م و قد اكتشف في أعالي التلة على معبد مشيد من اللبن يعود للألف الثاني ق.م و قد رجح العلماء أن تل ليلان هو موقع مدينة ( شوبات انليل )عاصمة الملك ( شمشي حدد ) الذي أسس إمبراطورية في نهاية القرن التاسع عشر ق.م و كشفت التنقيبات عام 1975 عن البازار و المعبد و القصر و الألواح الفخارية و الطوابع الاسطوانية و يا للغرابة أخفيت كل تلك المعالم من قبل أعداء الحضارة و التاريخ الذين يريدون أن يمحوا الذاكرة الكردية لكن قامشلو باقية لأنها و التاريخ توأمان لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض مهما أراد البرابرة الغزاة و مهما فعلوا لأنها عين التاريخ و نبضه .